حوادث السير بإقليم تنغير.. تعددت الجرائم والموت واحد

24 يونيو 2022
تنغير وحوادث السير.. تعددت الجرائم والموت واحد - الرشيدية 24
تنغير وحوادث السير.. تعددت الجرائم والموت واحد - الرشيدية 24
الرشيدية 24.. كريم أمزال

تقول الحكمة المألوفة لدى عامة الناس بأن الموت واحد والأسباب متعددة. وصار هذا المثل يقال في كل حالة تعددت مصادر بلوغها أو الوصول إليها وهي متشابكة. بينما في شق آخر يمكن القول بأن الجرائم تعددت والموت واحد!! إذا تعلق الأمر مثلا بالحوادث في إقليم تنغير، الذي يعرف طرقا وعرة ومهترئة وملتوية ومحفرة…

نحن نعي ونعلم بأن الموت قضاء وقدر وكتاب مسجل، إلا أننا عندما نحاول تحليل وتفسير أمر نطرح عدة تأويلات. ونقصد بتعدد الجرائم تلك الأسباب التي كانت وراء هذه الحوادث الكارثية التي تحصد أرواح العديد من أبنائنا.

كثيرون يتقاسمون معي الطرح، ويقولون بأن السبب الرئيسي في مجازر حوادث السير التي تزهق آلاف الأرواح، يعود إلى تلك الطرق المهترئة والمحفرة قديمة كانت أو حديثة. لكنها عبدت بطرائق مغشوشة وعمياء، حتى صارت لاتصلح حتى للحمير والبغال.

كثيرة هي المسالك الطرقية بإقليم تنغير، التي أنجزتها الجماعات الترابية (مجلس جماعي؛ مجلس إقليمي؛ مجلس جهوي) بمعية الوزارة المعنية والشركاء… أغلبها لم تصمد أمام الأمطار إلا شهورا قليلة حتى تبدأ في التآكل والانهيار، حيث جرفتها سيول الأمطار.

التشوير الطرقي

العديد من طرق إقليم تنغير تعرف غيابا شبه تام للتشوير الطرقي. أزيلت العديد من علامات التشوير، لتبقى الأعمدة شاهدة على هذه الجريمة التي اكتفت الجهات المعنية بالتفرج عليها دون أن تحرك أي ساكن لإصلاح الوضع. ناهيك عن وجود أشجار في بعض الطرق تعيق وتحجب الرؤية. وهو ما يجعل العديد من مستعملي الطريق يتخوفون من استعمالهم اليومي للطريق خاصة سائقي سيارة الأجرة والنقل المزدوج.

كل هذه الجرائم التي ترتكب في حقنا راجعة بالأساس إلى الفساد الإداري والمالي وعدم التقيد بالجودة والنزاهة. والصرامة في مراقبة وتتبع أشغال الطرق. لتفادي ضياع وتبديد المال العام من طرف أصحاب المصالح الشخصية (رؤساء جماعات، مكاتب الدراسات، مهندسين…).

إضافة إلى رخص السياقة المغشوشة التي يتم الحصول عليها بطريقة أو بأخرى (الوساطة_الرشوة…) مما يجعل المسؤولية في هذه الجرائم مشتركة. وذات فروع متسلسلة تبدأ من صاحب مدرسة السياقة وتعليم قانون السير. إلى المهندس الذي يعطي الضوء الأخضر لرخصة السياقة… ما يجعلها جواز سفر نحو الموت المحقق!

وتحدث كل هذه الجرائم بالدرجة الأولى نتيجة غياب الضمائر وروح المسؤوليات. فالإنسان في هذا العصر لم تعد تهمه المبادئ ولا النتائج فقط هاجسه الأوحد والوحيد المال وبأية طريقة. لذلك تجده خالي الوفاض مجردا من كثير من القيم التي تدعو للعمل بإخلاص ورصانة وعقلانية.

ولهذا على الجهات المتصلة بهذه المصالح أن تتدخل وعاجلا لوضع آليات جديدة بإمكانها وضع حد لهذا الغش، الذي صار بمثابة الآلة الحادة التي تحصد عشرات الأرواح أسبوعيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة